مقالة للاستاذ الدكتور يوسف الطائي بعنوان الإدارة الإلهية المثلى

الادارة الالهيه المثلى
لو نتمعن في خفايا الكون وكيف يدار وماهي آلية هذا التنظيم المعقد للكون اللامتناهي وما هي نظم الرقابه المستخدمة ، ابتداءا لنحدد هل للكون حدود ام دائم التوسع ، قال الله سبحانه وتعالى (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)، اذن الكون يتوسع ومستمر في التمدد والتوسع وبسرعه فائقه وهذا التوسع هل يؤثر على التوازن الكوني ولماذا هذا التوسع وما هي الفائده منه وهنا يجيب العلماء المعاصرون ويأكدون بان الكون يتوسع وبكل الاتجاهات وقد يكون التوسع آلاف او ملايين الكيلومترات خلال الثانيه الواحده ، اذن الكون يتوسع سبحان الله ، وقد نذهل اذا قلنا ان الكرة الارضية هي لاشيء قياسا بهذا الكون وليس الارض فقط بل مجرتنا هي اصلا لاشيء وقد تكون ذره غبار في الكون ، اذن لا بد ان يكون هنالك مدبر ومنظم وقائد لهذه العمليه وهذه تحتاج الى التوازن الكوني ويعد مهم لديمومة انتظام وانسيابيه الكواكب وهنا لابد للخالق ان يراقب هذا التوسع الكوني خوفا من حدوث عدم توازن مما يؤدي الى تلاطم الكون والمجرات مما يحدث فناء الكون وهذا لا يحدث إطلاقًا اذ قال الله سبحانه وتعالى (اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ) وهذه الاية القرانيه تؤكد بان نظام الرقابة الالهيه صارم وهنالك رقيب على الكون ويقوم بدور الرقيب والمتابعه اللانهائية لان اي خلل لا سامح الله تتصادم المجرات فيما بينها ونكون في خبر كان وهذا يمكن تسميته بالانتحار الكوني وهذا لن يحدث ابدا بمصداق الايه السابقه وهي ان الله حي وقيوم على الكون ولا يأخذه النعاس او النوم لرعايته لخلقه سواء كان البشر او مكونات الكون الاخرى .
نرجع الى بداية حديثنا عن تحديد الاطر الادارية والتنظيمية للكون ، ادارة الارض او الكره الارضيه والتي نحس بوجودها من خلال العلم الحديث وفيها مليارات البشر والعناصر الرئيسه الاخرى مثل الارض والهواء والماء وغيرها وفيها خيرات لا تنضب ابدا لان موزع الارزاق الله سبحانه وتعالى يراعي البشر لانهم وحسب قوله تعالى (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) وهذا البشر هو افضل وأحسن مخلوق وصنع بحوده الهيه عاليه الدقه وخاليه من الاخطاء ، وهنا تظهر الاداره الالهيه في كيفيه توزيع الارزاق وادارة كل شيء فيها كما في قوله تعالى (إِنّ رَبّكَ يَبْسُطُ الرّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرً).
اما عملية ادارة وخلق السماء ظهرت جليا في قوله تعالى (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ) اي خلق السماء بطريقه محكمة اشبه بالنسيج المتشابك
اذن نستنج بان هذه الارض وما فيها هي جزء من المنظومة الشمسية ومنظومتنا الشمسية هي جزء من مجرتنا مجرة درب التبانه ، في مجرة التبانه مليارات الاجرام والكواكب السماويه والتي لم يصل انعكاس ضوء الشمس الينا ويحتاج الى مليارات السنوات الضوئيه للوصول الينا ، علما ان سرعه الضوء يعادل تقريبا 300 الف كيلو متر في الثانيه وبمعادله بسيطه ( 300 الف *60ثانيه *24 ساعه *30يوم *12شهر *عدد سنوات خلق الكون لهذا اليوم ) ياترى كم سيكون الرقم لوصول انعكاس ضوء الشمس من جرم ما الينا وهنا لا تستطيع اي حاسبه استخراج هذا الرقم ، هذه العمليه البسيطه للاجرام السماويه في مجرتنا فكيف اذا كان هنالك بلايين المجرات في الكون وتبعد عن مجرتنا بلايين السنوات الضوئيه وكلما تبتعد المجرات عن مجرتنا تزداد السنوات الضوئيه من اجل الحساب وفي كل مجرة مليارات بل بلايين الاجرام السماويه والتي تعمل بأنتظام تام وبدقه متناهيه
اذن ماذا نسمي هذه الاداره؟؟؟؟
الادارة الكونيه المثلى ام ماذا وفيها محسوب كل حركه وتحرك وبدقة متناهيه وكل كوكب ومجره في فضاء الكون يسبح لله كما في قوله تعالى ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )) وهنا تتجلى قدرة الخالق في كيفية ادارة وتنظيم الكون كما في قوله تعالى (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ)وفي قوله تعالى (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ)
وهنالك العديد من الايات القرانية المباركه التي تؤكد خلق الكون بدقه متناهيه وان الاداره فيه اداره الاهيه مثاليه الخطأ فيها صفر لان كل شيء موزون وفي مكانه الصحيح كما في قوله تعالى (إنا كل شيء خلقناه بقدر)
اي الرقابه الالهيه والتقدير الالهي لكل شيء في هذه المجرات .
نتوصل الى حقيقه مهمه بان الادارة الكونيه تنقسم الى :
1- التخطيط الكوني
2- التنظيم الكوني
3- القيادة الكونيه
4- الرقابة الكونيه
وهذه الوظائف موجوده ضمن الادارة الكونيه برعاية الله سبحانه وتعالى .
هذه الادارة الالهيه هل تطبق على كل البشر وان يكون التوجه خالص الى الله سبحانه وتعالى ومتى يتحقق مصداق الاية الكريمه (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) ومن هو القائد الذي يقود الجن والانس ويوحد البشر لعبادة الله وتسود بعهده العداله الاجتماعيه والسلام والامان

شاهد أيضاً

كلية الادارة والاقتصاد تناقش (تقويم كفاءة الأداء الاقتصادي لشركة أور العامة – مصنع القابلو الكهربائي 2018-2022)

في رحاب كلية الادارة والاقتصاد جامعة الكوفة تم مناقشة رسالة الماجستير الموسومة بـ (تقويم كفاءة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *