القيادة الواعية بين الطموح والواقع
بقلم المدرس المساعد زينب حسين المهداوي
يمكن في مكان ما أن نجد إدارة تجيد دورها في التخطيط والتنظيم والرقابة والإشراف وتتبع الخطوات العلمية المعهودة كما هو مدون في كتب علم الإدارة ، وهذا دور يقتصر على القلائل في الواقع العراقي للأسف الشديد ، ومع قلة وجوده فهو يتعرض إلى متغيرات كبيرة تحاول حرف مساره القويم إلى منحنيات متراجعة ودون طموحه المنشود .هذا الواقع تراه في جلّ مؤسساتنا الحكومية ولن أبالغ إن قلت هو ينعكس حتى على مؤسسات الأعمال أيضاً تراجع الإنتاج لدى القطاع العام وشبه إنعدامه في أغلب المجالات ( الصناعية _ الزراعية _ الخدمات .. الخ ) أسبابه المباشرة هو سوء الإدارة وخلوها من متطلبات الضوابط العلمية في مقررات هذا العلم والقصور الواضح في تنمية المورد البشري وضعف رأس المال البشري وانحياز متسلطي رأس الهرم في التنظيم إلى المحاباة والتحزب.
وفقده للأسس السليمة عند انتقاء المورد الصالح لمرحلة تنمية البلاد إلى مصاف الدول الأخرى ، مع عزل النخب العلمية والنزيهة عن المراكز المهمة في صنع القرار .
الوضع هنا يشبه إلى حد ما افتقاد عائلة قاصرة عن اتخاذ قراراتها إلى الأب الحكيم صاحب المسؤوليات الثقال ، كيف لهؤلاء القاصرين من بلوغ رقيهم في التعليم والصحة والأمان وإشباع حاجاتهم وتحقيق رغباتهم
في هذه المرحلة نفتقد إلى ذلك الأب المسؤول والحريص على تحقيق حاجات الأمة المفقودة ويمكن أن نقول بأننا نحتاج إلى قائد حكيم يوصل هذا الشعب إلى واقع آخر .
قائد لا يقتصر على علوم الإدارة و حسب بل يرتقي إلى ما هو أبعد من ذلك ، يتحلى بالشجاعة والقوة وذو كاريزما عظيمة تليق بموقعه من هذه المرحلة ، قائد عالم يدرك كل أسس المعرفة في دولته فتكون بذلك كل خطواته ملموسة في نتائج العلوم ، قائد واقعي لا يأخذ شعبه إلى افتراضات حالمة لا يمكن تحقيقها على الأرض ، يشارك رعيته في قراراته ولا يعتمد البيروقراطية والتفرد ويعطيهم الفرص لإبداء رأيهم في القرارات المهمة ويستمع وينصت جيداً الى شعبه .
هل يمكن أن نرى هذا الشيء يتحقق قريباً أم أنه حلم جديد يقف عند مخيلاتنا فقط ولا نراه مصداقاً في أرض الواقع.
هل يمكن للشعب أن يدرك واقعه المرير ويسعى إلى اختيار من له القدرة على القيام بهذه المهمة .
ولتنتهي معه الحروب والطائفية والمحاصصة ولتنتهي معه معاناة قرون طوال كان حاضرها أمر من ماضيها.