البساطة بين التعقيد والتفاهة
بقلم المدرس المساعد زينب حسين محمد
مواقع التواصل الاجتماعي أنموذجاً …
نرى امتلاء عالمنا المعاصر بالتعقيدات العلمية والكلامية مما أوصل الجميع إلى متاهات عميقة وملتوية نظراً للتفصيل والتشعب الممل في تعدد المصطلحات وتركيباتها في المجالات العلمية أو حتى الإنسانية ، فاتسمت العلوم المقدمة إلى متلقيها بالجمود والتكرار الممل وإضفاء الألفاظ ذات المعاني المبهمة والغريبة أحياناً …
مما جعل الكثير يطالب بالابتعاد عن التعقيد مستبدلاً إياه بالكلمات والمصطلحات السلسة والمفهومة لتكون بمتناول الجميع .
إن الكتابة والتأليف وفق أسلوب يخلو من التعقيدات يناسب في الطرح جميع العقول ويندرج ضمن مبدأ البساطة ، حتى تصبح في متناول أكبر عدد يمكن أستهدافه .
لكن هذا الأمر أخذ مسلكاً لا تحمد عقباه متمثلاً بالمبالغة في التبسيط ووصل الأمر إلى حدود التفاهة بما تحمل من معنى .
والتفاهة في هذا اليوم أخذت مسلكاً نظامياً له أهدافه المرسومة ورؤيته المعهودة للوصول إلى مجتمع بليد وغير ناضج حتى في أفكاره .
وحجة هؤلاء في التبسيط والهروب من التعقيد ، وهذا لعمري من فداحة الخطب وسوء الطالع ..
فأنبرت للتفاهة منابر إعلامية في الشبكات الاجتماعية ومواقع التواصل التي هي مجرد مواقع للقاء الافتراضي وتبادل الآراء لا أكثر من ذلك .
وعدّت وسيلة للتأثير في العقل الجمعي لدى الجمهور المستهدف ، من خلال طرح الأفكار التراكمية السريعة والتي تتبلور على وجه السرعة إلى موضوع معين يصدقه الجميع.
لقد نجح هذا الأمر في اختصار مسيرة طويلة كان يتم فيها تبادل الأفكار من خلال المناظرات والخطابات والمراسلات والكتب والنشر والتوزيع والقراءة والنقد البناء المقابل